يسبب حصوات الكلى والمرارة.. احذر تكرار غلى الماء في «الكاتل»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 


يعد غليان الماء مرة واحدة فقط أمر صحى للغاية،  ويجعلها تصلح للاستخدام، لأنه يساهم فى القضاء على الشوائب  العالقة والجراثيم، ونعتمد جميعاً على غلى الماء أثناء طهى الطعام أو تحضير مشروب ساخن، في استخدام الغلايات الكهربية "الكاتل"، وهناك تصرف شائع بين الأفراد بإعادة تكرار غلى الماء، وهو ما حذرت منه الأبحاث العلمية والأطباء لما يسببه تكرار غلى الماء من مخاطر عديدة.

 «بوابة أخبار اليوم » تحاور المختصين لمعرفة تلك الأضرار وكيف يمكن تجنبها.

 


تكرار غلى الماء يضر بالكلى 

 

ومن جانبه يوضح محمد الدياسطى، استشارى أمراض الباطنة والكلى، أن تكرار غلى الماء يؤدى لعملية التبخير، ويتسبب ذلك فى تركيز الأملاح المعدنية بها عن الحد المعتاد، وتؤثر بشكل مباشر على الكلية بجسم الإنسان، لذا يفضل بعد غلى الماء أن يتم التخلص منه.


موضحا أن جهاز قياس نسبة الأملاح فى الماء يسمح بتركيز الأملاح فى الماء بنسبة تتراوح من 4 لـ8، وأى أملاح تزيد نسبتها فى الماء عن تركيزها المناسب تترسب بشكل مباشر فى قنوات الكلى.

 

أملاح العسر الكلي 

 

وتابع محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام الكبدية بمعهد الكبد القومى، أن المجتمع أصبح يعتمد على غلاية الماء بشكل أساسى، سواء فى المنزل لإعداد المشروبات أو فى العمل وغيره من الأماكن، ولابد من إرثاء مبادئ الثقافة الصحيحة للتعامل السليم لضمان سلامة التعامل مع المنتج، وفى العموم يفضل عدم تكرار غلى الماء لأنه يسبب فى زيادة نسبة "أملاح العسر الكلي" ويزداد تركيزها فى حالات تكرار غلي الماء، وتضر بشكل مباشر الكلى، خاصة من لديهم استعداد لأمراض الكلى.

اقرأ ايضاً: مركز السيطرة على الأمراض يكشف أسباب بدء موسم الأنفلونزا مبكرا هذا العام 


تفاعل الماء مع المعدن

 

يقول عز العرب أن استخدام غلايات الماء على المدى الطويل يتسبب فى انتشار علامات الصدأ داخل الإناء، وتفاعل الماء مع المعادن المستخدمة فى تصنيع الكاتل المتمثلة فى النيكل والألومنيوم، حيث وجد أن الألومنيوم يؤثر على الجهاز العصبى،وسرعة الإدراك، وتسبب نوبات عصبية فى حالة زيادة نسبة تركيزاته فى الجسم.

واستكمل: أما معدن النيكل كروم وهو المعروف بأحد المعادن الثقيلة، والتى يصعب تخلص الجسم منها، يترسب بالكلى، ووجدت دراسات حديثة أن تلك المعادن تؤثر على أنسجة القلب، وقد تصل الخطورة للإصابة بأورام سرطانية، وفقاً لما أشارت له أحدث الأبحاث العلمية.

 

 


أضرار إعادة  غليان الماء

 

أشارت الأبحاث العلمية أن تكرار غلي الماء له أثار ضارة لتركيز نسبة الأملاح عن نسبتها الطبيعية، وأوضحت الأبحاث أن زيادة أملاح النترات الذائبة في الماء ليست ضارة عاد، ولكن الغليان الزائد أو إعادة غليان نفس الكمية من الماء يمكن أن يتسبب في أن تصبح النترات مادة سامة، وتتحول لـ نيتروسامين المعروف بتسببه في أمراض مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية.


وكذلك زيادة نسبة أملاح الزرنيخ الذائبة فى الماء بسبب إعادة غليانه، وتواجد الزرنيخ بكميات صغيرة في الماء غير ضار ويمكن أن تسبب الكميات المتزايدة حالات مثل السرطان والعقم والنوبات القلبية والاضطراب العقلي. ويمكن أن يتسبب الاستهلاك المطول للمياه التي تحتوي على كمية عالية من الزرنيخ في تلف الدورة الدموية وتلف الجلد.


 يمكن أن يؤدي استهلاك كميات متزايدة من الفلوريد المذاب في الماء إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات العظام مثل الكسور والحنان والألم. في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات ، يمكن أن يتسبب الفلوريد الزائد في الماء  لتلف الأسنان  وتتأثر نسبة أملاح الكالسيوم   عند تكرار غليان الماء  وفى حالة زيادتها عن الحد المسموح يمكن أن تسبب حصوات الكلى وحصى المرارة .

أسفرت الأبحاث العلمية أن التغيير في كيمياء الماءأن كثرة  غلي الماء إلى التخلص أو تقليل كمية الغازات المذابة والمركبات المتطايرة فيه. لن يؤثر ذلك على الطعم فحسب ، بل قد يزيد أيضًا من تركيز المواد الكيميائية والشوائب غير المرغوب فيها في الماء.


بسبب الآثار الضارة المذكورة أعلاه للمياه المعاد غليها ، يوصى بعدم استخدام الماء المغلي في صنع حليب الأطفال. أظهرت الدراسات أيضًا أن استخدام الماء المغلي لصنع كوب من الشاي يمكن أن يؤثر على مذاقه. وذلك لأن كمية الأكسجين المذابة في الماء تقل عند غليها. 
إن ملء الوعاء أو الغلاية بالكمية المناسبة من الماء كما هو مطلوب لن يكون مفيدًا لصحتك على المدى الطويل لذا ننوه الجميع بضرورة اتباع الطرق الصحية أثناء التعامل مع الغلايات ، وتنظيفها بإستمرار ، وغلى الماء مرة واحدة فقط .